انتصار المثليات القانوني بالزواج يسير نحو تصويت جديد
Run Date: 05/24/08
بقلم لورين أورلانديمراسلة ومينز إي نيوز
يعزّز حكم صادر في كاليفورنيا حول الزواج المثلي سعي مثليات الجنس إلى الحصول على المساواة. ولكن تؤسّس القضية أيضاً لمعركة بملايين الدولارات ضدّ التعديل الدستوري للمعارضين. في ما يلي الجزء الأوّل من سلسلة "المذكّرة" التي تتناول وضع النساء الأميركيات.
سان فرانسيسكو (ومينز إي نيوز)— عاشت إليزابيت كريستن ومالي كيغاساري معاً طوال 12 سنة وحدّدتا موعداً جديداً للزفاف في 16حزيران / يونيو، أوّل موعد متوفر في قاعة مدينة سان فرانسيسكو.
وأصدرت المحكمة العليا في كاليفورنيا في 15أيار / مايو حكماً يقضي بأن يمتلك مثليو ومثليات الجنس الحقوق الدستورية ذاتها التي يتمتّع بها المتغايرون جنسياً فيتمكنّون من الزواج بالشخص الذي يختارونه. وسيدخل القرار حيز التنفيذ بعد 30يوماً وستنضمّ كاليفورنيا إلى ماساشوستس التي سمحت بعقد الزيجات بين مثليين ومثليات إلاّ إذا أجّل المعارضون تطبيق القرار.
وتملك 40ولاية على الأقلّ حظراً قانونياً لهذا الزواج ومن ضمنها 26ولاية تملك تعديلات دستورية. ولن يُعترف بزواج كريستن وكيغاساري في معظم الولايات الأخرى.
ومن المرجح أن يهاجر الثنائي المثلي الجنس إلى كاليفورنيا من أجل عقد الزواج إلا أنّ معظمهم لن يتمكنوا من أخذ شهادات الزواج معهم ولن يتوقعوا أن يحصلوا على آلاف الحقوق والفوائد التي تُقدّم عندما يتزوج المتغايرون جنسياً على غرار تسجيل الضرائب المشتركة على الدخل. وقالت جينيفر س. بيزر من "لامبدا ليغال" في نيويورك وهي أيضاً مستشارة مشاركة للمدّعين في القضية إنّ هذا الأمر سيطلب المزيد من التحديات القانونية.
وأضافت بيزر:" كانت كاليفورنيا متقدّمة كثيراً في البلاد بالنسبة إلى المساواة مع مثليي ومثليات الجنس من الناحية القانونية والاجتماعية. لذلك تحقّق هذا الانتصار هنا الآن. أعتقد أنّ مثليي ومثليات الجنس سيحصلون في نهاية الأمر على الحقوق المتساوية في كافة أنحاء البلاد. ولا تتعلّق المسألة باحتمال حصول ذلك إنّما بالوقت الذي سنحتاج إليه لتحقيقه وأظنّ أنّ الأمر سيتطلّب وقتاً طويلاً".
الانتصار ليس مضموناً
غير أنّ الناشطات المثليات الجنس يستعدّين من أجل معركة لضمان الانتصار.
ويضغط المعارضون من أجل الاعتراض على تطبيق القرار إلى ما بعد 30يوماً ويستعدّون لاقتراح تعديل دستوري للتصويت في تشرين الثاني / نوفمبر لتحديد الزواج على نحو صارم وهو الاتحاد بين رجل وامرأة كما فعلت 26ولاية أخرى. وقال أرنولد شوارزنغر إنّه لن يدعم هذا القرار.
وقالت جينيفر مونك، وهي محامية مع مجموعة "مناصرون من أجل الدين والحرية" في موريتا، كاليفورنيا:" أظهرت المحكمة نقصاً فاضحاً في الاحترام للرغبة التي أعرب عنها السواد الأعظم من الناخبين في كاليفورنيا". وأضافت:" أعتقد أنّ القرار سيوقظ ناخبي كاليفورنيا ويحثّهم على إدراك مدى أهمية هذه المسألة وبأنّه يتوجب عليهم أن يعبّروا عن رأيهم من جديد من دون تردّد".
ويتعهد الفريقان بإنفاق حوالى 20مليون دولار أميركي في انتخابات يعدون بأنّها ستكون قوية بالنسبة إلى أكثر من 20مليون ناخب مؤهل.
ويقول المعارضون الذين اصطفوا ضمن تحالف ProtectMarriage.com إنّهم جمعوا أكثر من 1.1مليون توقيع لوضع التعديل قيد التصويت.
وأعادت محكمة استئناف فيديرالية في كاليفورنيا ضمن جبهة قتال قانونية أخرى طعناً للمثليات في السياسة العسكرية المعروفة بـ"لا تسأل لا تُجب" التي تطلب من مثليي ومثليات الجنس الإبقاء على هويتهم الجنسية سراً، بحسب تقارير صحافية. وتواصل هذا الطعن القضائي جندية حائزة على أوسمة صُرفت من الخدمة بعد أن علمت القوات الجوية بمسألة علاقتها المثلية الجنس.
إنجاز تاريخي
وقالت كايت كينديل، وهي المديرة التنفيذية للمركز الوطني لحقوق المثليات في سان فرانسيسكو، إنّ الحكم الصادر بشأن الزواج يُعتبر من خلال صياغته القوية انتصاراً تاريخياً لحقوق جالية المثليين والمثليات والمتحولين جنسياً وثنائيي الجنس.
وحاز القرار على أهمية خاصة بالنسبة إلى مثليات الجنس اللواتي يُحتمل أن يتزوجن بنسب أعلى من الرجال أو يدخلن في شراكات منزلية مسجلة عندما يكون الأمر ممكناً وأن ينجبن الأطفال أو يتولين تربيتهم.
وأضافت كنديل، وهي محامية لها ثلاثة أطفال:" سيحمل هذا الانتصار تأثيراً حقيقياً وفورياً على عدد ملحوظ من الأسر التي ترأسها مثلية الجنس نظراً للطمأنينة التي يوفّرها الزواج القانوني للأسرة – لاسيما عندما يكون الأطفال جزءاً من هذه الأسرة".
وكانت كريستن، وهي محامية تبلغ 41سنة، وكيسغاري وهي مساعدة قانونية تبلغ 49سنة، من بين أكثر من 4 ,000 ثنائي من المثليين والمثليات الذين تزوجوا في سان فرانسيسكو في العام 2009وحازوا على المكافآت والامتيازات التي يحصل عليها المرء في الزواج القانوني في كاليفورنيا. ولم يدم الأمر طويلاً. وفي خلال أشهر أُلغيت الزيجات التي أُقرّت في المدينة بموجب قانون الولاية.
وقالت كريستن:" يختلف الشعور كثيراً عند الزواج. ولا شكّ في أنّ الحقوق والمسؤوليات مهمة بالنسبة إلينا إلا أنّي شعرت بالفعل بالاختلاف على الصعيد العاطفي لأنّي تزوجت من شريكتي. ويملك الزواج معنى خاصاً في ثقافتنا". .
ويأتي القرار بعد توسيع ثابت لحقوق الشراكة المنزلية في كاليفورنيا منذ الثمانينات والتسعينات عندما كان من الممكن أن تُمنع مثلية من الوقوف إلى جانب سرير شريكتها التي كانت على فراش الموت لأنّها لم تُعتبر من الأنسباء.
و أقرّ سكان كاليفورنيا رغم ذلك في العام 2000الاقتراح 22الذي حصر الزواج بالثنائي المتغاير جنسياً لكنّه لم يُضف إلى دستور الولاية.
وانقلبت المحكمة العليا في الولاية على هذا القرار في حكمها الصادر بـ43 أصوات مقابل 4، إلى جانب قانون صادر مسبقاً في العام 1977وصاغته وفقاً لقرار العام 1948الذي يعارض منع الزواج بين أشخاص من مختلف الأعراق.
الركن الأساسي في حقوق الزواج
وتشتبك حقوق مثليات الجنس مع المسائل التي تؤثر على الجالية الأوسع التي تضمّ مثليي ومثيات الجنس والمتحولين جنسياً وثنائيي الجنس ويضمّ جدول الأعمال مسائل الخصوبة وصولاً إلى تقديمات الوفاة والهجرة. غير أنّ الحق في الزواج بشكل قانوني يُعتبر ركناً أساسياً ومعركة رئيسة في النضال من أجل القبول والمساواة الكاملة.
وقالت كنديل:" سيؤثر هذا القرار بشكل إيجابي على كلّ مسألة لها تأثير على حياة جالية المثليين والمثليات والمتحولين جنسياً وثنائيي الجنس وبشكل خاص على المثليات في هذه البلاد – من حضانة الطفل والتبني والتوظيف وجرائم الحقد وتأسيس العائلة والرعاية الصحية.
وتأخذ المحاكم العليا في كونيكتيكت وأيوا بالاعتبار قضايا الزواج بين المثليين والمثليات. ولا تتوقّع كنديل ونشطاء آخرون الحصول على المكاسب ذاتها في ولايات أخرى كما حصل في كاليفورنيا، على الأقلّ الآن. وستركّز كنديل في عملها بعد تشرين الثاني / نوفمبر بشكل كبير على تأسيس حقوق الشراكة المنزلية وتوسيعها بدلاً من مسألة حقوق الزواج المثلي الجنس في ولايات أخرى.
ويختلف وضع حقوق مثليات الجنس بشكل جذري بين مختلف أنحاء البلاد ويسود العداء في العديد من الأديان المحافظة على الصعيد الاجتماعي. وقالت بيزر إنّه رغم ذلك تتجمّع مخاوف مثليات الجنس بشكل متزايد حول قانون الأسرة: مسائل الحقوق الأبوية والواجبات وحضانة الطفل والتحيز الذي يظهره موفرو الرعاية الطيية ومن بينهم أطباء العقم".
وأضافت:" شهدنا تحوّلاً بالنسبة إلى مثليي ومثليات الجنس إذ يؤمن عدد أكبر من الناس أنّه علينا أن نتحرّر ليكون لنا عائلة إن أردنا ذلك ويرغب عدد كبير من الأفراد بذلك. واعتبر الناس منذ 50سنة أنّ هذا الأمر لا يُصدّق وصعُبَ عليهم تخيّل ذلك حتى منذ 25سنة".
ويتزامن هذا التحول مع التطور في طب التوليد الذي يفتح الباب أمام المزيد من الخيارات – بالإضافة إلى القيود الاجتماعية والقانونية المحتملة – بالنسبة إلى الثنائي من الجنس ذاته الذي يرغب بإنجاب الأطفال.
وقد تبحث مثليات الجنس عن نماذج في دول على غرار هولندا – وهو أوّل بلد يفتح الطريق أمام الزيجات المثلية – لكنّ العبر الأكثر اطّلاعاً يمكن أن نجدها في المنزل وفي نضالات الحركات الأكثر شمولية للحقوق المدنية للمرأة.
وقالت بيزر:" تشكّل المجموعات الدينية الرجعية القوية في هذه البلاد تحدياً لأنّها كانت كذلك بالنسبة إلى مساواة النساء والاستقلالية في مسائل الإنجاب. وتعمل القوى المحرّكة ذاتها التي جعلت من الصعب المحافظة على حركة نسوية مزدهرة وبالطريقة ذاتها... ضدّ الأشخاص ذوي الميول الجنسية المختلفة".
.